فصل: سورة المدّثّر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.سورة المدّثّر:

آياتها 56 آية.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرحيم.

.إعراب الآيات (1- 7):

{يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)}.
الإعراب:
(يأيّها المدّثّر) مثل يأيّها المزمّل، الفاء عاطفة...
جملة: (النداء) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (قم) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (أنذر) لا محلّ لها معطوفة على جملة قم.
الواو عاطفة في المواضع الخمسة، وكذلك الفاء، (ربّك) مفعول به عامله كبّر و(ثيابك، الرجز) مفعولان ل (طهّر، اهجر)، (لا) ناهية جازمة (لربّك) متعلّق ب (اصبر)، وجملة: (كبّر) لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة معطوفة على جملة جواب النداء قم.. أي: قم فكبّر ربّك.
وجملة: (طهّر) لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أخرى أي قم.
وجملة: (اهجر) لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أخرى أي قم.
وجملة: (لا تمنن) لا محلّ لها معطوفة على إحدى الجمل الطلبيّة.
وجملة: (تستكثر) في محلّ نصب حال من فاعل تمنن.
وجملة: (اصبر) لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أخرى أي قم.
الصرف:
(1) المدّثّر: اسم فاعل من الخماسيّ تدثّر أي لبس الدثار وهو الثوب.. أي المتلفّف بثيابه، فيه إبدال تاء التفعل دالا للمجانسة، وزنه متفعّل.
(5) الرجز: بضمّ الراء وهو مثل الرجز بكسرها.. انظر الآية (59) من سورة البقرة.
البلاغة:
الكناية: في قوله تعالى: (وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ).
قيل: كناية عن أمر بتطهير النفس مما يستقذر من الأفعال ويستهجن من الأحوال. يقال فلان طاهر الذيل والأردان، إذا وصفوه بالنقاء من المعايب ومدانس الأخلاق.
المجاز المرسل: في قوله تعالى: (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ).
فالمعنى الحقيقي للرجز العذاب الشديد، والمراد هنا عبادة الأصنام، فعبّر بالرجز- وهو العذاب الشديد- لأنه مسبب عن عبادة الأصنام، فعلاقة هذا المجاز المسببية.

.إعراب الآيات (8- 10):

{فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (في الناقور) نائب الفاعل الفاء رابطة لجواب الشرط (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبنيّ على الفتح لأنّه أضيف إلى غير متمكّن في محلّ نصب- بدل من إذا، وإذ اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه، والتنوين هو تنوين عوض (يوم) خبر المبتدأ (ذلك)، مرفوع (على الكافرين) متعلّق ب (عسير) (غير) نعت ثان.
جملة: (نقر في الناقور) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (ذلك يوم عسير) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
الصرف:
(الناقور)، اسم بمعنى الصور- وهو القرن، وزنه فاعول من النقر وهو القرع.
(عسير)، صفة مشبّهة من الثلاثيّ عسر باب فرح وباب كرم، وزنه فعيل.

.إعراب الآيات (11- 15):

{ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً (12) وَبَنِينَ شُهُوداً (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (من) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على محلّ الياء في (ذرني)، (وحيدا) حال من العائد المحذوف أي من خلقته منفردا (له) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلت و(له) الثاني متعلّق ب (مهّدت)، (تمهيدا) مفعول مطلق منصوب (أن) حرف مصدريّ ونصب.
والمصدر المؤوّل (أن أزيد...) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (يطمع) أي في أن أزيده أو بأن أزيده.
جملة: (ذرني) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (خلقت) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (جعلت) لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقت.
وجملة: (مهّدت) لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقت.
وجملة: (يطمع) لا محلّ لها معطوفة على جملة مهّدت.
وجملة: (أزيد) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
الصرف:
(11) وحيدا: صفة مشبّهة من الثلاثيّ وحد باب ضرب..
ويأتي من باب وحد يحد بضمّ عينه في الماضي وكسرها في المضارع شاذّا، وزنه فعيل.
(14) تمهيدا: مصدر قياسيّ للرباعيّ (مهّد)، وزنه تفعيل بفتح التاء.
الفوائد:
- كفر وعناد:
لما أنزل اللّه عز وجل على نبيه محمد صلى اللّه عليه وسلم (حم تنزيل الكتاب من اللّه العزيز العليم) إلى قوله: (المصير) قام النبي صلى اللّه عليه وسلم في المسجد يصلي، والوليد بن المغيرة قريب منه، يسمع قراءته فلما فطن النبي صلى اللّه عليه وسلم لاستماعه أعاد قراءة الآية، فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه من بني مخزوم، فقال: واللّه لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس، ولا من كلام الجن. واللّه إن له حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو وما يعلى. ثم انصرف إلى منزله، فقالت قريش: صبأ واللّه الوليد ولتصبونّ قريش كلهم. فقال أبو جهل: أنا أكفيكموه، فانطلق حتى جلس إلى جنب الوليد حزينا، فقال له الوليد: ما لي أراك حزينا يا ابن أخي؟ فقال: وما يمنعني ألّا أحزن، وهذه قريش، يجمعون لك نفقة، يعينونك على كبر سنّك، ويزعمون أنك زينت كلام محمد، وأنك تدخل على ابن أبي كبشة وابن أبي قحافة، لتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد وقال: ألم تعلم قريش أني من أكثرهم مالا وولدا. وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام حتى يكون لهم فضل طعام، ثم قام مع أبي جهل، حتى أتى مجلس قومه، فقال لهم: تزعمون أن محمدا مجنون، فهل رأيتموه يحنق قط؟ قالوا: اللهم لا. قال: تزعمون أنه كاهن، فهل رأيتموه قط تكهن؟ قالوا: اللهم لا. قال: تزعمون أنه شاعر، فهل رأيتموه قال الشعر قط؟ قالوا: اللهم لا. قال: تزعمون أنه كذاب، فهل جربتهم عليه شيئا من الكذب؟ قالوا: اللهم لا. فقالت قريش للوليد فما هو؟ فتفكر في نفسه، ثم قال: ما هو إلا ساحر. أما رأيتموه يفرّق بين الرجل وأهله وولده ومواليه، فهو ساحر، وما يقوله سحر يؤثر فذلك قوله عز وجل: (إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ فَقالَ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ) فعند ما قال ذلك، ارتجّ النادي فرحا، وتفرقوا متعجبين منه.

.إعراب الآيات (16- 25):

{كَلاَّ إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقالَ إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هذا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ (25)}.
الإعراب:
(كلّا) حرف ردع وزجر (لآياتنا) متعلّق ب (عنيدا) بمعنى (جاحدا)، (صعودا) تمييز منصوب.
جملة: (إنّه كان لآياتنا) لا محلّ لها تعليل للردع.
وجملة: (كان لآياتنا) في محلّ رفع خبر إنّ (الأول).
وجملة: (سأرهقه) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الواو عاطفة وكذلك الفاء و(ثمّ) في المواضع الأربعة (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال عامله قدّر.
وجملة: (إنّه فكّر) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (فكّر) في محلّ رفع خبر إنّ (الثاني).
وجملة: (قدّر) في محلّ رفع معطوفة على جملة فكّر.
وجملة: (قتل) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّه فكّر.
وجملة: (قدّر) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (قتل) الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة قتل (الأولى).
وجملة: (قدّر) الثانية لا محلّ لها استئناف بيانيّ مؤكّد للأول.
وجملة: (نظر) لا محلّ لها معطوفة على جملة قدّر الثانية.
وجملة: (عبس) لا محلّ لها معطوفة على جملة نظر.
وجملة: (بسر) لا محلّ لها معطوفة على جملة عبس- أو نظر-.
جملة: (أدبر) لا محلّ لها معطوفة على جملة عبس.
وجملة: (استكبر) لا محلّ لها معطوفة على جملة عبس.
الفاء عاطفة (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر، ونائب الفاعل ضمير مستتر يعود على سحر (إن هذا إلّا قول) مثل إن هذا إلّا سحر..
وجملة: (قال) لا محلّ لها معطوفة على جملة استكبر.
وجملة: (إن هذا إلّا سحر) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إن هذا إلّا قول) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (يؤثر) في محلّ رفع نعت لسحر.
الصرف:
(صعودا)، بفتح الصاد اسم بمعنى العقبة الشاقّة، أو مشقّة العذاب، وزنه فعول بفتح فضمّ.

.إعراب الآيات (26- 30):

{سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ (27) لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ (30)}.
الإعراب:
(سقر) مفعول به ثان منصوب ومنع من التنوين للعلميّة والتأنيث.
جملة: (سأصليه سقر) لا محلّ لها استئنافيّة.
الواو استئنافيّة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ في الموضعين (سقر) خبر الثاني.
جملة: (ما أدراك) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أدراك) في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما).
وجملة: (ما سقر) في محلّ نصب سدّت مسدّ المفعول لفعل أدراك المعلّق بالاستفهام.
(لا) نافية الواو عاطفة، ومفعول (تبقي) و(تذر) محذوف (لوّاحة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي (البشر) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به للمبالغة لوّاحة، واللام للتقوية (عليها) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (تسعة عشر) جزءان عدديان مبنيان على الفتح في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر.
وجملة: (لا تبقي) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (لا تذر) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تبقي.
وجملة: هي (لوّاحة) لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: (عليها تسعة عشر) لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
الصرف:
(29) (لوّاحة) مؤنّث لوّاح صيغة مبالغة من لاح يلوح بمعنى غيّر الجلد، أو بمعنى ظهر، واللوح أيضا شدة العطش.. وزنه فعّال بفتح الفاء.
(البشر)، جمع بشرة بمعنى الجلد. اسم جامد، وزنه فعلة بفتح الفاء والعين واللام، ووزن البشر فعل بفتحتين.. وقد يكون البشر اسم جمع للناس.
البلاغة:
فن الإبهام: في قوله تعالى: (عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ) وهذا الفن، هو أن يقول المتكلم كلاما، يحتمل معنيين متغايرين، لا يتميز أحدهما عن الآخر. وفي هذه الآية الكريمة عدة معان محتملة، منها: أن حال هذه العدة الناقصة واحدا من عقد العشرين أن يفتتن بها من لا يؤمن باللّه وبحكمته، ويعترض ويستهزئ، ولا يذعن إذعان المؤمن، وإن خفي عليه وجه الحكمة، كأنه قيل: ولقد جعلنا عدتهم عدة من شأنها أن يفتتن بها، لأجل استيقان المؤمن وحيرة الكافر، واستيقان أهل الكتاب، لأن عدتهم تسعة عشر في الكتابين، فإذا سمعوا بمثلها في القرآن أيقنوا أنه منزل من اللّه، وازدياد المؤمنين إيمانا لتصديقهم بذلك، كما صدقوا سائر ما أنزل.
الفوائد:
- حذف التمييز:
يحذف التمييز إذا فهم من سياق الكلام، كما في الآية التي نحن بصددها (عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ)، أي تسعة عشر ملكا. وفي قولنا (كم صمت) أي كم يوما صمت. وقوله تعالى: (إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ). وهو شاذ في باب (نعم) نحو: (من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت) أي فبالرخصة أخذ ونعمت رخصة.